علاقات الشات حينما تصبح بديلا عن العزلة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذه أول مرة أكتب لكم..أحب موقعكم كثيرا لما يتضمنه من حلول لمشاكل الشباب.
أنا فاطمة من الجزائر، عمري 23 سنة تخرجت منذ سنتين عملت لمدة سنة مستخلفة أستاذة لغة فرنسية والآن أنا أبحث عن عمل، أنا من عائلة متدينة ومحافظة.
في الحقيقة لدي مشكلتين وأظن أنهما مرتبطتان ببعضهما الأولى متعلقة بشبكة الإنترنت -منذ أربع سنوات متوفرة في منزلنا- لم أحسن استعمالها، كنت مدمنة على الشات وكنت أزور نفس الموقع وهو عبارة عن غرفة شات للجزائريين فقط، لدي أصدقاء ذكور وبنات كثر وكنت أعتبرهم عائلتي الثانية. العكس في الحياة الواقعية أنا فتاة تحب العزلة وصديقاتي لا يتجاوزن 3 بنات.
المشكلة لم تتوقف هنا.. تعرفت على شاب أحببته كثيرا وكانت أول علاقة غرامية لي.. كنت أعتقد أنني سأتزوجه لكنني كنت غبية، تركني بعد 4 أشهر كنت بالنسبة إليه جدية جدا، خاصة أنه مع الوقت بدأ يتكلم في مواضيع جنسية، طلبت منه أن يبدل أسلوبه في التعامل معي فرفض وتركني، تألمت كثيرا وفي نفس الوقت خفت من غضب الله ومن والدي فما فعلته يعتبر خيانة لتربيتهم.
علاقتي مع ذاك الشاب لم تتعدى الشات والهاتف، لم ألتقي به يوما إذ لم يكن يسكن نفس المدينة وما كنت لأجرأ على ملاقاته، المهم مرت سنتين لم أترك فيها الشات أتكلم مع أصدقائي في جميع مجالات الحياة.
بعض الأصدقاء صاروا مقربين جدا مني، أحكي لهم كل شيء.. كان لدي 4 صديقات بنات و3 ذكور أحكي معهم عبر الشات والهاتف، كنت مدمنة في البيت لا أكلم أحد برغم أني لدي أربع أخوات، حكيت لأختي الكبرى علاقتي مع ذاك الشاب لكنها وبختني كثيرا وحذرتني من معاودة الكرة.
كنت أحاول أن أتوقف عن الشات، فعلا توقفت منذ أشهر ولكن لدي نفس الأصدقاء في e-mail msn and facebook فلا يعتبر أني تركت الشات نهائيا.
طبعا أصدقاء الشات كان معظمهم رفقاء سوء، الذكور منهم يطلبون الزواج والبنات ينصحونني أن أجد رجلا أحبه ويحبني.. مند شهرين تعرفت على آخر لكنني تركته بعد شهر ولم تتعدى علاقتنا الهاتف والشات أيضا ،لم يكن جديا فتركته.
الآن انعدمت ثقتي بالرجال كلهم مثل بعض، الآن أنا نادمة كثيرا وأحس أن الله بدأ يعاقبني فلقد نقص نظري وأنا الآن ألبس النظارات، وقالت لي الطبيبة أن هذا حصل بسبب استعمالي الكبير لجهاز الكمبيوتر..
أصبحت بعيدة عن الله وهذه مشكلتي الثانية، في شهر رمضان أصلي وأقرأ القرآن دائما، وبدأت أحفظه وما إن ينتهي أتكاسل خاصة بعد فترة الحيض -أعزكم الله -أحس أنني في دوامة برغم أن إيماني بالله شديد وخوفي منه أشد، برغم هذا لست مستقرة أقترب من الله لفترة ثم أبتعد ثم أقترب ثم أبتعد..
الآن بدأت أتوب غيرت رقم هاتفي وقطعت علاقتي بمعظم رفقاء الشات.. هل سيسامحني الله؟ أحس أنه لن يسامحني ويعاقبني بأن لا أتزوج أو أن أتزوج برجل غير صالح، حلمي أن أتزوج وأصبح أما، أريد أن أقترب من الله أكثر وفي نفس الوقت أريد أن أجد شخصا يحبني..
أنا أعرف أن الحل بيدي ترك عالم الشات والصداقات وأهتم بعملي وطاعة الله وأنا أبذل جهدا لتغيير حياتي..

لكن إن فتحت صفحة جديدة هل سيسامحني الله؟ هل لدي الحق في أن أدعو الله أن يرزقني زوج صالح؟
وهل سيؤثر هذا الماضي على زواجي إن تزوجت؟
أنا تعيسة جدا وأحيانا أفكر في الموت، أصبحت أتشاجر دائما مع أمي وأخواتي.
أصبح مزاجي سيء دائما خاصة أني لم أجد عملا فأنا دائما في المنزل.
ساعدوني أرجوكم...أختكم في الله.

شكراً